أثبتت
الدراسات العلمية أن استخدام العلب أو الأكياس البلاستيكية ـ خاصة السوداء منها ـ
لحفظ الأطعمة أو المشروبات الساخنة يؤدى إلى أمراض خطيرة كالسرطان، فهى تمثل خطراً
بالغاً على الصحة، وذلك لاحتوائها على مواد كيماوية خطيرة مثل الزئبق والألومنيوم
وغيرها من المواد الأخرى والتى تؤثر بشكل مباشر على المواد الغذائية التى توضع
فيها وتجعلها مضرة بالصحة.
هذا
ما أوضحه د.ناظم شمس أستاذ طب الأورام وأمراض الدم ومدير مركز الأورام بمستشفى
جامعة المنصورة بقوله: كل الأشياء التى نقوم بشرائها وخاصة المواد الغذائية يتم
وضعها في الأكياس البلاستيكية، سواء كانت اللحوم أو الفواكه والخضراوات، وهذه
الأكياس المصنعة من البلاستيك أو النايلون لحفظ الطعام تجعل المادة الكيمائية التى
تدخل في تركيب تلك الأكياس الشفافة أو الملونة تتفاعل مع المادة الغذائية بداخلها،
خاصة إذا كانت المادة قادرة على الانزلاق داخل الكيس لتتضاعف كمية المواد المسرطنة
والتى سوف تتجانس مع الطعام داخلها، فتذوب المواد الضارة في الغذاء، كما أن
استخدام هذه الأكياس يؤدى إلى وجود بقايا من مادة البلاستيك فى الدم والتي تعتبر
مسبباً أساسياً فى وجود أخطر الأمراض، كما انها تتحلل بسبب سخونتها وتنتج مواد
مسرطنة.
ويحذر
د. شمس من الأضرار الخطيرة لاستخدام العلب والأكياس البلاستيكية غير الآمنه على
الصحة، التى تتنوع من حيث الأشكال والأنواع و تستعمل لأغراض مختلفة، فقد أثبتت
أبحاث عديدة أن هذه المواد البلاستيكية مسئولة عن ظهور أمراض نلاحظها كثيراً في
هذا العصر ونجهل أسبابها مثل السرطان والعقم الخلل بالتوازن الهرموني في الجسم،
مما يؤدى إلى مشاكل عديدة، كما ظهر أيضا الخلل في تطور الجهاز العصبي، والذى يؤدى
إلى مشاكل عصبية كثيرة، والسكرى والمشاكل المتعلقة به، والخلل في القدرات العقلية،
والنزيف من الأوعية الدموية الدماغية وضعف المناعة، ولذلك فمن الضرورى تصنيع العلب
والأكياس البلاستيكية التي تستخدم في تعبئة السلع الغذائية من خامات جديدة ونظيفة،
واللجوء إلى الأكياس الورقية وإنتاج أكياس بلاستيكية أكبر متانة وأكثر سماكة، وعدم
استخدام المواد المعاد تدويرها أو العبوات المصنعة من خامات البلاستيك المعروفة
باسم بولى كلوريد الفينيل لأن هذا الخام يحتاج فى أثناء تصنيعه العديد من الإضافات لتحسين
خواص المواد البلاستيكية والتي تلوث المواد الغذائية، كما يتصاعد منها غاز كلوريد الهيدروجين الذى يختلط بالأطعمة عند تأثير
الحرارة عليه، لذا يجب عند تعبئة المواد الغذائية الساخنة مثل الفول والكشرى
وغيرها استخــدام الأكيـــاس البــــلاستيكيـــــة الشفافة عديمة اللون غير المعاد
تدويرها والمصنعة من البولى إيثلين أو البولى البروبلين، وفى حالة استخدام الأكياس
لحفظ الأطعمة في الفريزر يجب نزع البلاستيك عن الطعام عند خروجه مباشرة.
كما
أن خطورة استخدام الأكياس السوداء فى تعبئة السلع الغذائية تكمن فى تصنعيها من
النفايات البلاستيكية الملونة بعد أن يضاف إليها الكربون الأسود المسرطن لإخفاء
اللون، ويضاف إليها الزيت المحترق المستخرج من السيارات بما فيه من آثار مدمرة،
بالإضافة إلى أن هذه النفايات البلاستيكية قد تكون نفايات طبية ملوثة ومن أبرزها
ما يستخدم عند شراء احتياجات المنزل، وأضاف أن هناك نوعان من الأكياس البلاستيكية،
هى أكياس «البولى إيثلين» مرتفع الكثافة وهي الرقيقة خفيفة الوزن التي تستعمل في الأسواق
والسوبر ماركت كوسيلة تغليف، والأخرى هى أكياس البولي
إيثلين منخفض الكثافة وتكون السميكة
والتى تستعمل عادة لتغليف المنتجات الأعلى جودة.
وعن
المخاطر التي تسببها الأطعمة التى تعبأ في عبوات بلاستيكية يشير د.ناظم إلى أن
الغرض من تعليبها هو حفظها في عبوات أو مغلفات لإطالة عمرها، وذلك لمنع وصول الماء
والهواء إلى محتوياتها، فالمواد المحفوظة فى العلب تكون قابلة للفساد والتلف نتيجة
مواد غذائية غير نظيفة أو لعدم كفاءة عملية التعقيم أو لسوء التخزين، كما حذرت
الأبحاث العلمية أيضا من إعادة استخدام زجاجات المياه المعدنية البلاستيكية مرة
أخرى في حفظ المياه، فهى قد تؤدى إلى كارثة صحية نتيجة تسرب أنواع من السموم إلى
جسم الإنسان بفعل أى تغير حرارى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق